۸-
فی التصوف و منشأه «مشئهُ»
شرحنا فی هذا الموضوع شرحاً کاملاً فی رسالة فلسفة فلوطین و لکن نذکره هنا إجمالاً. یعتقد بعض أنَّ منشأه مذهب بوذا و مذاهب هندیّه أخری. و یقولون أن أکثر عقائد المتصوفة یوافق عقائد بودا کحس عدم الأعتماد بالدنیا و الوصول إلی بمروانا فی مذهب بودا و الغناء فی اللّهِ فی العرفان لکنّهم إتبعدوا عن الحقیقة لِأَنّ التصوف الواقعی الأسلامی ینظر بالعالمَ و ما فیها علی عنوانٍ أنّه و ما فیه من آیات اللّهِ و نعمه کما قال شعدی (ره) أنا مسرورٌ فی العالم ممّن الذی العالم منه و محبّ لکل العالم الذی هو منه
و إن کان عقیدة بوذا علی التوحید و
عبادة الحق عندنا و لکنّه الیوم تعد من مذاهب الشرک لِأنّه بین مسایل المذهب
اجمالاً جدّاً و منهما إلی المطالب الأخلاقیّه فلهذا إبتلی تابعوه بالأشتباه. قال
لوئی ماسینیون عالمٌ فرانساوی قولاً حسناً فی سنة 1318 فی جواب العالم الجلیل
المرحوم الحاج عبداللّه الزّنجانی فی رد أنَّ بین العقیدتین تفاوة کثیرة لِأنَّ
التصوف الهندی یبحث عن حقیقة موهومةٍ و لکن التصوف الأسلامی یبحث عن اللّه المعلوم-
من آیاتِهِ الکثیرة و نعمه الجزیلة-.
قال عدّة أنّ التصوف أُخذت من مذهب
الزردشت لِأشتراکهما فی حسن النظر بالنّسبة إلی العالم و لأرتباط المسلمین مع
الأیرانیین و لکن هذا ایضاً لایصح لِأنَّ أکثر مبادی الدین الأسلامی لایرتبط بالدین
الزردشتی.
و قال بعض أنه أخذ من حکمة الأشراق و
قال عدة إنّه أُخذ من فلسفة الأفلاطون أو فلوطون و لایصح ایضابل لایجوز فأن التصوف
الأسلامیّة کله أخذ من آیات و أخبار الأسلامیّه و المحاجون لم یدرکوا المعنی و
إستدلالهم نشأت من عدم إطلاعهم و بغضهم.
التصوف بعد إنتزاعه و إقتباسه من
الآیات و الأخبار و الأحادیث یبحث عن الحقائق باستدلالاته العقلیة فقبل أن یکون
إثباته بأستدلال العقلی کان منشأه فی الآیات و الأخبار و الأحادیث.
قال عدة أن الصّوفیين یظنّون أنّ
الآیات مُعَمّاً و مفتاحُهُ فی أَیدی أرباب الخانقاه و هذا ایضاً لایصح بل هو تهمة
لأنّ المتصوفة الحقیقيّة یتبعون القران و الأئمّة علیهم السلام فی عقائدهم و
أعمالهم. و مع الأسف أعرب بعضٌ من الفضلاء الأخیر عن عقیدته و قال إنّه مأخوذ من مذهب «مانی» و المذهب المانوی مبنیة علی الثّنویّة و أساس التصوف علی التوحید لاأعلم کیف یرضون علی إیراد الأتهام؟ لیس هذا إلّا لِأبراز عقائدهم الباطلة. و قال بعض أن التصوف أخذ من المسیحیة و أوامر المسیح (ع) و لیس بصحیحٍ لِأَنّ المسیحیّة یجوز الرهبانیّة و ترک الدنیا کمذهب البوذا و التصوف الأسلامی یقول: لا رهبانیّة فی الأسلام و لایجوز ترک الدنیا بل یعتقد أن الحب الشدید و التعلق العمیق بها یوجب ألأبتعاد عن سبیل التقرب إلی اللّه. و التصوف قائلٌ علی أنّ الصوفی یجب علیه الأشتغال و العمل لتأمین معیشته و السلوک إلی اللّه و الشفقة بالنّسبة إلی خلق اللّه. و أخذ أوامرَ حرکته من رسولِ اللّه و خلفائه و هم کانوا منبع خیر و سعادة حدث التصوف و نشأ من أفعال رسول اللّه (ص) و أحواله و مِن الآیات و الأخبار و ما کان لِعظماء التصوف أیِّ إدعاء من أنفسهم و ماعندهم أستفیضت من مصباح النبوة و مشکوة الولایة و أُخذ من معادن الحکمة و منابع الوحی الألهام و أسرة العصمة و الطهارة الأئمة المعصومین علیهم السلام. یمکن أن یُقتبس بعض المصطلحات و اللغات من مذهب أو فلسفة إقتباساً علمیّاً أو فلسفیّاً. کما هو متداول الیوم و هو لیس خلافاً للشرع لِأنّ تلاقی الأجتماعات و تباشرهم غیر قابل للترک و التوقف بینهم و هذا موجود بین کل الأقوام و الفرق و القبائل و ما یستعمل الناس فی کلامهم کالتقید و الأجتهاد و ثیابهم کالحجم الکبیر للعمامه و طول الألبسة التی یستعملونها الروحانیون و لیس بحرامٍ و أساس حقیقة التصوف و مبانیه أُخذت من شارع المقدس الأسلامی. إنّ الأتهامات علی التصوف کالأتهامات علی رسول اللّه (ص) التی أوردها المغرضون کما أشارَ الیه القران، قالوا: إنّما یُعَلِّمُهُ بَشَرٌ فی سورة النحل آیه 103 و مرادهم من ایراد هذاالأتهام إثبات أن التصوف لم یکن فی الأسلام لینحرفوا العوام المخلص من طریق الحق. بل نعتقد أنّ حقیقة الأَدیان لیست خالیة من حقیقة التصوف و کذالک الدین الأسلام لِأنّ حقیقة التصوف هی إرتباط بین اللّه و عباده و هوطریق القلب و أساس الأدیان و العلة الأصلیّة لوجودها هی هذا الطریق فقط. و الأحکام القالبیّة بل الأجتماعیّة أیضاً لتکمیل هذا الأرتباط فبناءً علی هذا، حقیقة روح الأدیان هو التصوف ولاغیر. إن قیل إنَّ بعضاً من عقائد بعض الصوفیة یخالف المعتقدات الأسلامیّة، نقول کلما کانَ مخالفاً للقرانِ و الأخبار الصحیحة باطلٌ- من الصوفیّة کان أو من غیرهم- و الصوفیّة لایقبل هذه العقیدة و لا یجوز نسبة بعض الأعمال الغیر الصحیح إلی التصوف الحقیقی و کذالک لایجوز تعمیم الشبهة إلی العموم فأن شوهدَ الخلاف من بعض المتصوفین فهو دلیل علی إنحرافه و لایجوز تعمیم عمله و انحرافه إلی الکل و الصوفی الحقیقی هو الذی جُمِعَ فیه الظاهر و الباطن و هو عاملٌ بالأحکام الظاهریّة من الشرع المطهر و یراقب أمور القلبیّة و الأخلاقیة و خلاف هذا خلاف التصوف الحقیقی. کما أن بعضاً من الروّحانییّن یرتکبون عملاً یستوجب سوءَ السمعیة- فلا یختص الأشتباه بالصوفیّة فقط بل یمکن الأبتلاء من أیّ شخصٍ و بأَیِّ اسمٍ و عنوانٍ کان. نقل از رساله رفع شبهات، تألیف: حضرت آقای حاج سلطانحسین
تابنده رضاعلیشاه ثانی قدس سرّه سبحانی، چاپ پنجم، تهران، انتشارات حقیقت، ۱۳۷۷.
|
|||
|