۵- سؤالٌ فی غسل الأسلامی

 

المرادمِنَ الأسلام ههنا هو التسلیم لأمر اللّه فیغسل الأنسان لیکون فی محضر ربّه و حین عمل العبادة ذاطهارةو تزکیة. کما وصل فی الشریعه المقدسةِ الغسل للتَّوبة و الزیارة و الحاجة و إستعمل فی بعض الآیات ایضاً و رُوِیَ عن أَمیر المؤمنین علی (ع) فی الکافر: لَأنْسِبَنّ الأسلام نسبةً لم ینسِبْهُ أحدٌ قبلی ولاینسِبْهُ أَحدٌ بعدی إلا بمثل ذالک إن الأسلام هو التسلیم و التسلیمُ هو الیقین و الیقین هو التصدیق و التصدیق هو الأقرار و الأقرارُ هو العمل و العمل هو الأداء و عُبِّرَ الأسلام ایضاً بمعنی الأخلاص و الأحسان: وَمَنْ أحسَنُ دیناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجهَه للّهِ؟ (و) فی محلٍّ آخَرَ قال تعالی شأنه: فَأن حاجواک فقل أَسلمت وَجْهی لِلّه وَمن أتّبعنی. قال بعض أصحاب اللغات و النحو: إن تعدی الأسلامَ بِ-إلی فبمعنی التسلیم و ان یتعد بِ-لِ- فهو بمعنی الأخلاص.

و قال بعض إنّه أُستعمل بکلیهما و الآیات التی ذکر فیها الأسلام کثیرة و أستفید منها المعنیین. کما فی سورة البقرة فی إبراهیم (ع): إذْ قالَ لَهُ ربّهُ أسْلِمْ قالَ أَسْلَمْتُ لرَّبِ العالمین و فی سورة الصافات: فلما أسْلَما وَ تَلّهُ للجبین الخ و فی سورة النمل فی سلیمان (ع) و بالقیس: وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَیْمانَ للّهِ رَبِّ العالمین و کل هذه الموارد کان قبل ظهور دین الأسلام فالمراد هو معناهُ اللغوی الواقعیّ أی جعل الأنسان نفسه فی إختیار ربه خالصاً و مخلصاً لاظاهراً فقط.

من أراد أن ینتخب الأسلامَ دیناً یجب علیه أن یرجع إلی الذین إنتخبوه قبله کأبیه و أمة أو أَحدٍ من الناس و الأولی والأحسنُ أن یراجع إلی أهْلِ الدین من العلماء و المأذونین بنقل الروایة و الذین هم مصادیق مقبولة عمر بن حنظلة کما قلنا فغسل کل البدن مستحسنُ و مستحب لأنّه فی مقام التشرف و إنتخاب الأسلام دیناً- فطهارته لازم عقلاً فما حکم به العقل حکم به الشرع- و إن کان الغسل مباحاً ایضاً فکل مباح جایز فلا إشکال فی أن یغسل الأنسانَ حین تشرفه فی الأسلام بل هو مستحسنٌ- خاصه فیما کان جسمه متنجساً قبل التشرف فیکون الغسل مؤکداً- کتب فی تاریخ الأسلام أن رسول اللّه (ص) أرسل مصعب بن عمیر بن هاشم بن عبد مناف إلی المدینة قبل الهجرة لِیدعوَ الناس إلی الأسلام فالذین کانوا ینتخبون الأسلام یخرجون الماء من البئر و یغسلون أبدانهم ثم یتشرفون بالأسلام.

فالغسل مستحسن لکل عبادة و یکون واجباً فی بعض الموارد الذی ذکر فی الکتب الفقهیة و الرسالات العملیة- فلا اعتبارَ لقول من توهم أنه بدعة کما عرفنا البدعة سابقاً- إن کان أغسال المسحبة مثل غسل الجمعة و الزیارة و أمثالها بدعةً فکان العاملون بها الذین هم مخالفون للفقرو العرفان عاملین للبدعة و هم یجعلونها جزءً من الدین فلیس نیة المعترضین و المخالفین إلا العناد و لیس قصدهم مناسباً للدین ولا المذهب.

 

نقل از رساله رفع شبهات، تألیف: حضرت آقای حاج سلطانحسین تابنده رضاعلیشاه ثانی قدس سرّه سبحانی، چاپ پنجم، تهران، انتشارات حقیقت، ۱۳۷۷.